السلام عليكم ورحمة الله تعالى … موضوعاً حول مقابلة صحفية مع المخرج الشاب إيتشيغورو
حيث يوضح الكثير في عالم الإخراج وما خلف كواليس هذا العمل الجميل جداً والمقابلة ركزت نوعاً عن الصعوبات التي واجهها المخرج بينما ينتج في عمله الأول “كذبتك في أبريل” ..
[المقابلة خالية من الحروق ]
الصحفي: كـ بداية أريد أن أسألك عن سيرتك الذاتية حول إن كنت أن سبق لك وأن مارست الموسيقى؟
إيتشيغورو: نعم! لقد كنت في إحدى الفرق الموسيقية عندما كنت طالباً. في الكليّة تم استضافتنا في العديد من الحفلات الموسيقيّة، كما أنني ألّفت بعض المقاطع الموسيقيّة من وحيي. أنا أحبّ الأنمي وأشاهده، لكنني لم أفكر يوماً في صناعة واحدٍ خاص بي.
الصحفي: هنالك شيء آخر أريد سؤالك عنك… هل مشاهد الأداء كانت صعبة؟ * مشاهد الأداء= المشاهد التي أدت الشخصيات فيها عروضها الموسيقيّة.
إيتشيغورو: لقد كانت كذلك بالفعل! لقد كنت أتوقع أنها ستكون صعبة لكنها كانت أصعب مما تصوّرت.. على سبيل المثال، لقد تعلمت الكثير من خلال تصوير حفلات البيانو.. أوّلا، البيانو وعازف البيانو ثابتان لا
يتحركان، وأيضاً الطريقة التي يعزف بها على لوحة مفاتيح اليبانو والأصوات التي تنتج عن ذلك ثابتةٌ هي الأخرى… لذلك حتى لو بدا ذلك صعباً لكنك لو حاولت فسيبدو الأمر قابلاً لتنفيذه…
بالنسبة لمشاهد الكمان، بنظرة مختلفة فهو أمر مستحيل.. الكمان آلة صعبة، فمطابقة مواضِع الأصبع الأيمن من اليد اليسرى بالاعتماد على توقيت خفض اليد اليمنى أثناء العزف هو شيء صعب في صناعة الأنمي
ويمكن فقط لأستوديو دؤوب في عمله أن يفعل ذلك. لقد فهمت الآن لماذا لا يوجد أنمي لا يركز على أداء الكمان… ويمكنك القول أن هناك العديد من الحلول الأخرى التي ستجنبك تصوير مشاهد الأداء وتحريكها، لكن
وقتها سيكون من الصعب دعوة هذا الأنمي بـ”كذبتكِ في أبريل”! .. عازفة الكمان ميازوكو كاوري هي جزءٌ أساسي من هذا العرض لذلك لم يكن لدينا خيار سوى العمل على تصوير مشاهد الأداء بالتفصيل! لهذا في
النهاية قررنا تصوير فنان [عازف كمان] كـ نموذج وحررنا الفيلم المصور لاستخدامه كمرجعٍ وأعتقد أن الدور الأكبر في هذه العلمية كان لي وذلك لرسم مشاهد متحركة من الأسفل والأعلى ولدي ثقة تامة بأنه إن لم أفعل ذلك فلن نكون قادرين على الخروج بمشاهد ذو جودة جيّدة.
الصحفي: إذاً هل مشاهد الكمان مرسومة باليد كليّاً؟
إيتشيغورو: نعم، حسناً… لقد صنعنا المسودات بالاعتماد على 3D، لكن المسودات النهائية كلها كانت رسومات يدويّة الصنع… من الصعب تحريك الكمان! الأشياء مثله سيكون الوضع على ما يرام إن بقي كما هو، لكن
في حالة تحريكه أو تحريك أجزاءٍ منه فالأمر يصبح صعبًا، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نحدد مواقع التحريك في بادئ الأمر بالاعتماد على الـ3D، وفي نفس الصدد فيجب القلق كذلك حول حجم الكمان والاخذ بعين
الاعتبار حجم العازف، ونملك العديد من الأشخاص الذين يعملون في مجال الأنميشينن وهذه المهمة التي تحدث عنها قبل قليل تركتها لـ آساكا كايوزوكي.
الصحفي: إذاً يمكن أن نطلق على عمله بـ” مخرج أنيمشن الكمان”؟
إيتشيغورو: شيء كهذا!. وأيضاً قد اهتم بالتأكد من مشاهد البيانو إن كانت تقابل نوتات الموسيقى بشكل دقيقٍ، مثل التأكد حول إن كانت مفاتيح البيانو يُضغط عليها بشكل صحيح ومراجعة ردود الفعل حول الأداء ما إن
كانت عاطفية بما فيه الكفاية.
الصحفي: على أيّ حال، هل تعزف البيانو أم الكمان؟
إيتشيغورو: ولا أي منهما! لقد كنت عازف غيتار في فرقتي، لذلك فأنا أفهم شعور العزف على الآلات الوترية بعد كل حال، ولكن الغيتار والكمان آلات مختلفة تماماً، لذلك كان من الصعب علي فهم وإدراك الشعور الذي
يتناب العازف حين يخلق قوساً بيده اليمنى من أجل العزف على الكمان، لذلك قمت بالعديد من البحوث حول ذلك.
الصحفي: بالعودة لموضوعنا السابق، هل تعتقد أنّ هناك مزايا من تحريك مشاهد الكمان بالاعتماد على الفيلم المصور؟
إيتشيغورو: حسناً، في غالب الأحيان حاولنا البقاء وفيين للفيديو المرجعي، لكن هناك أوقات اتخدنا فيها حرية فنيّة من أجل القبض على مشاعر المشاهدين… وفي الفيديو المرجعي حركات قوس الذراع كانت صغيرة
وسريعة للغاية لذلك كان من الصعب رؤية ذلك في الأنيميشن.
الصحفي: في يناير هذه السنة صدرت العديد من الأعمال الجديدة من قِبل مخرجين شباب مثل السيد Deai مخرج أنمي Rolling☆Girls ، هذه الأعمال تعطينا شعور مختلف عن أعمال المخرجين الذين بدأوا العمل
في وقت مبكّر عنكم كـ مخرجي أعمال 2010 .. فأنتم تملكون نفس الموقف تقريباً
إيتشيغورو: نعم، أعتقد أن أقراني من المخرجين أو الذين هم أصغر مني بسنة أو سنتين لهم نفس الموقف .. كما أعتقد أن مخرج أنيمي Love Live! School Idol Project اليسد Takahiko يملك نفس
الموقف فعندما كنا نعمل معاً في استوديو سانرايز كنا نخرج في كثير من الأحيان من أجل الشرب أو أشياء كهذا وهو غير مهتمٌّ بالنجمات (الآيدولز) على الإطلاق وهو لم يكن معجباً بهن كذلك ولكن في نهاية المطاف
أخرج أنمي عنهن والذي كان عملاً ناجحاً
الصحفي: إذا كان هناك لايف أكشن للأنمي، فسيكون من الصعب تصوير مشاهد البيانو تماماً مثلما هي في الأنمي! أين تريد أن توجه الكاميرا وقتها؟
إيتشيغورو: هذا صحيح بالتأكيد. قوة الأنمي أنه يملك حرية أكبر في هذا الجانب… الشخصيات عبارة عن رسوم متحركة وأصواتهم تؤدى من طرف مجموعة من الأشخاص وطبعاً فإن المشاهدين يدركون ذلك إلا أنهم
يستمرون بالتفكير في تفكير كاوري وكوسي أثناء مشاهد الأداء…. ومن ناحية أخرى، ففي اقتباس اللايف أكشن إذا [ نونين رينا = ممثلة ] قد عزفت على الكمان بينما تمثل دور كاوري فالجميع سيعتقد أنه عزف نونين
تشان وليس كاوري. هذا يجعل الاقتباس صعب نوعا ما.
Nounen Rena
الصحفي: أنت انضممت إلى استوديو سانرايز بهدف أن تصبح منتجاً. لماذا تحولت من الانتاج إلى الإخراج؟
إيتشيغورو: أنا كنت راغباً بشدة أن أكون منتجاً عندما دخلت إلى هذا المجال. في الواقع، لم أكن أريد الرسم أو العمل لنفسي ولكني أردت جمع مختلف الأشخاص لإبراز مواهبهم… لكن أليس من المبالغة فحص المنتج
لكل شيء لمفرده؟ أنا اعتدت على صنع موسيقاي مع فرقتي وليس بشكل منفرد لذلك طورت تلك الرغبة في صناعة أنمي لنفسي أيضاً.. حمداً لله، فاستوديو سانرايز مهدني نحو الإخراج، وبعد سنتين من ذلك ترقيت
لمرتبة مساعد مخرج.
الصحفي: عندما قررت أن تصبح مخرجاً، هل كان ينتابك شعور حول أي نوع من المخرجين تريد أن تكون وأي نوع من الأعمال ترغب بالقيام بها؟
إيتشيغورو: لا على الإطلاق. في الواقع، لا أملك أيًّا من ذلك حتى الآن. لا أملك حافزاً قوياً لإخراج وصناعة أنمي ما، وهنا حيث أختلف مع المخرجين الذين رغبوا في العمل على صناعة أنمي منذ أن كانوا صغاراً، ولكن
لهذا السبب “أعتقد أنني يمكنني أن أفعل أي شيء”.
الصحفي: حسناً، لقد حصلت على انطباع بأن الجوانب التقنية في عملك كانت متنقةً بدقة!
إيتشيغورو: حقّاً؟ هذا شيء لم أكن أدركة بنفسي. محتويات الحلقة الأولى أخذت شهرين من وقتي، لكن لم أقلق حول أي شيء بجانب القصة المصورة”storybroad”… والبراعة والدقة التي تحدثتَ عنها بفضل
العمل الأصلي، فمشاهد أراكاوا سينسي [مؤلف المانجا] ذو جودة مميزة، إنها مرسومة لدرجة تجعل عيناك تتلألأ وبذلك فكرت في طريقة الخروج بشيء أفضل من ذلك في الأنمي.
الصحفي: إن العمل دقيق ومبهر بفضل الطريقة التي ترجمت بها تلك المشاهد الدرامية في المانجا في شكل رسوم متحركة.
إيتشيغورو: ربما. وفي نفس الصدد فكانت هناك مشكلة في التعامل مع المونولوجات [المونولوج: الحديث مع النفس أو الضمير] فكانت هناك الكثير من المشاهد التي هي عبارة عن محادثة بين كاوري وكوسي وفي
نفس المحادثة توجد مونولجات وسط حديثهم. في هذه الحالات مثلا فكاوري لا يمكنها سماع كوسي ولكنها لا يزال عليها انتظار كوسي من أن ينتهي من محادثته الضميرية.. ولقد كنت واعيا جداً حول جعل هذه
المحاداثات طبيعية ويمكن تصديقها.
الصحفي: لقد كان هناك العديد من المونولوجات فعلاً!
إيتشيغورو: نعم، لقد تم اقتباسها من المانجا. لكنني أحب هذه النوعية من المشاهد، لذلك حاولت التمسك بها بقدر استطاعتي ووضعها في الأنمي. إنّ من الصعب التعامل مع المونولوجات في منتصف مشهد محادثة فعلى
سبيل المثال فغالباً ما يتوقف كوسي للتفكير مع مشهد داخل فكره أو وجود فلاش باك وسط المحادثة… لقد رسمت في الصورة المصورة -كمثال: الصور فوق- ضياع كوسي في فكره حيث ينسى كاوري المتواجدة بجانبه
للحظات. ربما هذا يفسر السبب الذي جعلك تقول أن العمل رائع ومبهر.
الصحفي: إذاً فأنت لم تكن تهدف حقاًّ في جعل العمل يبدو مثل دراما لايف أكشن؟
إيتشيغورو: كلا، لم أكن أحاول بشكل إدراكي أن أجعل العمل يبدو شبيه بدراما لايف أكشن.
الصحفي: دعني أتحدث عن شيء. عندما شاهدت الحلقة الأولى، فوجئت فعلا وقلت ” رائع، هذا الأنمي سيكون مذهلا على هذا النحو“.
إيتشيغورو: (يضحك) شكراً لك!
الصحفي: لحد الآن، لم أشاهد أنمي معين استطاع أن يرسل شعوراً مفاده أن وجودنا في فصل الربيع شيء رائع جداً!
إيتشيغورو: لقد أُنعمت بطاقم عمل عظيم! لوحة الألوان والشفافية كانت براقة والفضل يعود للفنان أوسوي هيسايو ومنسق الألوان ناكاشيما كازوكو.
الصحفي: هناك جملة في النص الأصلي ” لقد أصبح العالم مليئاً بالألوان” … لكن بما أنه كان أسودا وأبيضا في المانجا فالقراء تخيلوا الألوان لكن المشهد كان ملونا في الأنمي!
إيتشيغورو: نعم، لقد قلت هذا كثيرا للطاقم .. “نحن نهدف لصناعة عملٍ زاخرٍ بالألوان”.
الصحفي: لكن حتى المنتصف، كانت هنالك مشاهد محبطة/حزينة، لذلك ليس كما لو أن العمل كله زاخر بالألوان.
إيتشيغورو: لقد كان أول شيء فعلناه هو معرفة لوحة ألوان كل جزء من القصة من أجل نقل تلك المشاعر. إن الأمر ليس وكأن صناعة أنمي زاخر بالألوان هو الشيء الوحيد القوي الذي يجعل من الأنمي رائعٍ. نحن
كذلك قمنا بتخفيف الألوان في المشاهد المظلمة وجعل بعضها أحداية اللون كذلك.
الصحفي: يبدو أن الأنمي لم يستعمل كثيراً التصاميم المصورة.* الاعتماد على صور لأماكان حقيقية
إيتشيغورو: في الواقع، لقد استعملناها في الكثير من الأحيان.
الصحفي: أوه، هكذا إذاً. كان من الصعب ملاحظة ذلك بسبب براقة تلك الألوان الخيالية…
إيتشيغورو: آه فهمت. هذا بفضل أوسوي ـ سان. بالنسبة لمعظم الأعمال يمكنك إلقاء نظرة على المشهد ويمكنك التفكير على الفور “آه، هذا هو مرجع الصورة والمشهد” ولكن أوسوي ماهر جداً في الخلفيات.
الصحفي: في بعض الأحيان أقول ” إن هذا لا يمكن أن يكون رسماً وإنما هو بالتأكيد صورة فوتوغرافية “.
إيتشيغورو: نعم. يمكنك فعل ذلك بالتأكيد رفقة فنان! أوسوي ـ سان ماهرٌ جدا في أدواته.. لا أعرف كيف أشرح ذلك بطريقة جيدة ولكن أوسوي ـ سان من النوع الذي يقوم بالأشياء بإيمانٍ على جعلها فن! … نحن لم
نتحدث عن هذا حتى الآن، ولكن الموقع الذي استخدامناه كمرجع لنا كان هام جداً. كنا نريد إعداد شيء يخلق اتصالا بشخصياتنا للعالم الواقعي وأردنا أن نجعل الأحداث التي تحدث في الأنمي تبدو حقيقية ولذلك ذهبنا إلى
موقع حقيقي ولقد كنا محظوظين لأن العمل الأصلي (المانجا) كات فيه العديد من الخلفيات التي اتخذت من مطقة أكادمية أيزومي في نيرما، وقد كان قريبا من موقع الاستوديو الخاص بنا لذلك أمر الحصول على الموقع
كان سهلاً علينا.
الصحفي: حسناً وصلنا للسؤال الأخير.. ما الذي فكرت به بشأن عملك الإخراجي الأول؟
إيتشيغورو: حسناً، لقد كانت هناك العديد من الأمور التي حدثت بمحظ الحظ وقتها، لذلك أعتقد أني لا أشعر بثقة زائدة بنفسي أو أي شيء، لكنني راضٍ علي قدرتي في صناعة عملٍ وأنا سعيدٌ لأنني اخترت الطريق الصعب لأنني حصلت على مكافأة من ذلك (يضحك).
إلى هنا تنتهي هذه المقابلة الصحفية التي وضحت الكثير من الأمور حول الشغياتسو … مع تحيات الدورة الشريفة :’)